تشهد الموسيقى الإيرانية في السنوات الأخيرة موجةً تجديدية كبيرة، إلا أن معظم الفرق الغنائية والمؤلفين الموسيقيين يعيشون خارج إيران، باستثناء مجموعة من الفرق التي نشأت وظلت تعيش فيها. فمنذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في إيران، ظلّت الموسيقى موضوعًا جدليًا، وكانت موضع نقاشات شرسة، سواء في السياسية أوالدين. فالقيود القانونية والاجتماعية والسياسية في إيران امتدت لتشمل الموسيقى على اعتبارها مصدر غواية وفساد وتحريض في بعض الأحيان، ومن هذا المنطلق حُظرت جميع الحفلات الموسيقية المحلية والعالمية، وخنقت الحياة الموسيقية.إلا أن كل هذه التدابير لم تمنع جيلًا جديدًا من الشباب الإيراني من ممارسة الموسيقى وإن كانت على نطاق ضيق، واضطر عددٌ كبيرٌ من الموسيقيين والفنانين إلى الهجرة للعمل في المجال الموسيقي. وبعد نهاية الحرب بين إيران والعراق، ومع وفاة آية الله الخميني، عادت بعض التدابير الليبرالية بشكل محدود إلى الحياة الثقافية الإيرانية.أما بالنسبة للموسيقى الإيرانية الحديثة، فتتمحور حول البحث عن هوية، ونقد الحياة الاجتماعية والسياسة، وتحاول أن تكون جزءًا من العالم الخارجي دون التخلي عن جذورها. إذ نستمع في أعمال الموسيقيين الإيرانيين المعاصرين إلى أنماط موسيقية مختلفة، فهناك الجاز، والريغا، والروك، والروك الهندي، والفلامنكو، والموسيقى الإلكترونية، واللاتنية، والراب، والهيب هوب، والبلوز وغيرها من الأنماط، إلا أن ما يجمع كل هذه الأنماط أن طابع الموسيقى الفارسية والآلات التقليدية كالرق والسنطور والدومباك والناي والدف تبقى حاضرة في أغاني هذه الفرق، مما يجعل من أعمالهم موسيقى عالمية بطابع إيراني